الجواب باسم ملهم الصواب
(الالف) وَبَقِي بَين الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ طبقَة اخْتلف فِي إلحاقهم بِأَيّ الْقسمَيْنِ وهم: المخضرمون . . . وهم الَّذين أدركوا الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام، وَلم يرَو النَّبِي. فعدهم ابْن عبد الْبر. فِي كتاب "التَّمْهِيد" فِي الصَّحَابَة . . . وَالصَّحِيح إِنَّهُم معدودون فِي كبار التَّابِعين، سَوَاء أعرف أَن الْوَاحِد مِنْهُم كَانَ مُسلما فِي زمن النَّبِي كالنجاشي أم لَا؟ لَكِن أَن ثَبت أَن النَّبِي لَيْلَة الْإِسْرَاء كشف لَهُ عَن جَمِيع من فِي الأَرْض فَرَآهُمْ فَيَنْبَغِي أَن يعد من كَانَ مُؤمنا بِهِ فِي حَيَاته إِذْ ذَاك وَإِن لم يلاقه فِي الصَّحَابَة. (اليواقيت والدرر شرح شرح نخبة الفكر، الجزء الثاني، المخضرمون)
(ب) وبَقِيَ بين الصحابةِ والتابعين طبقةٌ أُخری، اخْتُلِفَ في إِلحاقِهِم بأيِّ القِسمين، وهُم: المُخَضْرَمون الذين أدركوا الجَاهِليَّةَ والإِسلامَ، ولم يَرَوا النبيَّ صلی الله عليه وسلم. فعدَّهم ابنُ عبدِ البرِّ في الصَّحابةِ، وادَّعی عياضٌ، وغيرُهُ، أنَّ ابنَ عبدِ البرِّ يقولُ: إِنَّهُم صحابةٌ، وفيهِ نَظَرٌ؛ لأنَّهُ أَفصح في خطبةِ كتابِهِ بأَنَّهُ إِنَّما أَورَدَهُم لِيَكونَ كتابُه جامِعاً مستوعِباً لأهل القَرْن الأول. والصحيح أنهم معدودون في كبار التابعين، سواءٌ عُرِف أَنَّ الواحِدَ منهُم كانَ مُسلماً في زمن النبي صلی الله عليه وسلم كالنجاشي أم لا، لكنْ، إنْ ثبتَ أَنَّ النبيَّ صلی الله عليه وسلم ليلةَ الإِسْراءِ كُشِفَ لهُ عن جَميعِ مَنْ في الأرْضِ فرَآهُمْ؛ فيَنْبَغِي أنْ يُعَدَّ مَنْ كانَ مُؤمِناً بهِ في حياتِه إِذْ ذاكَ، وإنْ لمْ يُلاقِهِ، في الصَّحابةِ، لحُصولِ الرؤية في حياته صلی الله عليه وسلم. (نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر، الباب الاول، المخضرمون)
(ج) أویس بن عامر:. . . أدرك النبيّ صلّی اللَّه عليه وسلم. وروی عن عمر وعلي، وروی عنه بشير بن عمرو، وعبد الرحمن بن أبي ليلی. ذكره ابن سعد في الطبقة الأولی من تابعي أهل الكوفة، وقال: كان ثقة وذكره البخاريّ، فقال في إسناده نظر. وقال ابن عديّ: ليس له رواية، لكن كان مالك ينكر وجوده إلا أن شهرته وشهرة أخباره لا تسع أحدا أن يشكّ فيه. وقال عبد الغنيّ بن سعيد: القرني- بفتح القاف والراء- هو أويس، أخبر به النبيّ صلّی اللَّه عليه وسلم قبل وجوده، وشهد صفّين مع علي، وكان من خيار المسلمين. وروی ضمرة، عن أصبغ بن زيد، قال: أسلم أويس علی عهد النبيّ صلّی اللَّه عليه وسلم ولكن منعه من القدوم برّه بأمه. (الإصابة في تمييز الصحابة، حرف الالف)
والله أعلم بالصواب
4260 :