الجواب باسم ملهم الصواب
وفی الحديث الآخر: "لا تسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر"، قال الإمام: أما قوله: "فإن الله هو الدهر": فإن ذلك مجاز، والدهر إن كان عبارة عن تعاقب الليل والنهار واتصالهما سرمداً، فمعلوم أن ذلك كله مخلوق، وأنه أخص أجزاء العالم المخلوقة، ولا يصح أن يكون المخلوق هو الخالق، وإنما المراد أنهم كانوا ينسبون الأفعال، لغير الله – سبحانه وتعالی – جهلاً بكونه – عز وجل – خالق كل شیء ويجعلون له شريكاً فی الأفعال، فأنكر عليهم هذا الاعتقاد، وأراد أن الذی يشيرون إليه بأنه يفعل هذه الأفعال، [هو الله جلت قدرته ليس هو الدهر] (إكمال المعلم بفوائد مسلم، 7/ 183)
(لا تسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر) أي أنه تعالی الآتي بالحوادث وذلك أنهم كانوا يضيفون الحوادث إلی الزمان والدهر {وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} . ويسبونه: يا خيبة الدهر وقال المنذري: معنی الحديث أن العرب كانت إذا نزل بأحدهم مكروه يسبوا الدهر ويعتقد أن الذي أصابه فعل الدهر فكأن هذا كاللعن للفاعل ولا فاعل لكل شيء إلا الله. (التنوير شرح الجامع الصغير، 11/ 104)
والله أعلم بالصواب
3878 :