الجواب باسم ملهم الصواب
(الف) (وَلَا بُدَّ مِنْ التَّعْیِینِ عِنْدَ النِّیَّةِ) … (لِفَرْضٍ) أَنَّهُ ظُهْرٌ أَوْ عَصْرٌ …(وَوَاجِبٍ) أَنَّهُ وِتْرٌ أَوْ نَذْرٌ…(دُونَ) تَعْیِینِ (عَدَدِ رَكَعَاتِهِ) لِحُصُولِهَا ضِمْنًا، فَلَا یَضُرُّ الْخَطَأُ فِی عَدَدِهَا . . . وقال ابن عابدین فی باب المسافر: أنه إذا صلی فی مصر أو قریة ركعتین، وهم لا یدرون حاله فصلاتهم فاسدة وإن كانوا مسافرین لأن الظاهر من حال من كان فی موضع الإقامة أنه مقیم والبناء علی الظاهر واجب حتی یتبین خلافه، أما إذا صلی خارج المصر لا تفسد، ویجوز الأخذ بالظاهر وهو السفر فی مثله.(الدر المختار، كتاب الصلاة، باب شروط الصلاة)
(ب) (ویستحب للإمام إذا سلم أن یقول أتموا صلاتكم فإنا قوم سفر) أی مسافرون، وهذا یدل علی أن العلم بحال الإمام بكونه مقیما أو مسافرا لیس بشرط لأنهم إن علموا أنه مسافر فقوله هذا عبث، وإن علموا أنه مقیم كان كاذبا فدل علی أن المراد به إذا لم یعلموا، وهو مخالف لما ذكر فی فتاوی قاضی خان وغیره أن من اقتدی بإمام لا یدری أنه مقیم أو مسافر لا یصح اقتداؤه. والتوفیق بینهما ما قیل إن ذلك محمول علی ما إذا بنوا أمر الإمام علی ظاهر حال الإقامة، والحال أنه لیس بمقیم وسلم علی رأس الركعتین وتفرقوا علی ذلك لاعتقادهم فساد صلاة الإمام. وأما إذا علموا بعد الصلاة بحال الإمام جازت صلاتهم، وإن لم یعلموا بحاله وقت الاقتداء، وبهذا القول یعلم حاله فی الآخرة بقوله فإن قیل فعلی هذا التقریر یجب أن یكون هذا القول واجبا علی الإمام لأن إصلاح صلاة القوم یحصل به، وما یحصل به ذلك فهو واجب علی الإمام فكیف قال ویستحب؟ أجیب بأن إصلاح صلاتهم لیس بمتوقف علی هذا القول ألبتة بل إذا سلم علی رأس الركعتین وعلم عدم سهوه فالظاهر من حاله أنه مسافر حملا لأمره علی الصلاح فكان قوله هذا بعد ذلك زیادة إعلام بأنه مسافر وإزالة للتهمة عن نفسه واقتداء بالنبی – صلی الله علیه وسلم – فإنه قاله حین صلی بأهل مكة وهو مسافر فكان أمرا مستحبا لا واجبا. (العنایة شرح الهدایة، كتاب الصلاة)
والله أعلم بالصواب
4266 :